تغطية خاصة

جديد مكتبة الصور

ملتقى خدام الطفوله 2024  ملتقى خدام الطفوله 2024
المنتدى

الادارة - نقاش عام - مخزون الغضب ... ومخزون الحضارة (نيافة الأنبا موسى

ارسلت بواسطة mahragan بتاريخ 2011-02-10 19:30:29
كتبت لجريدتى الشروق والمصرى اليوم

لاشك أن شباب 25يناير، كان يحمل فى أعماقه غضباً نبيلاً، ومخزوناً حضارياً ضخماً ... وهذا المزيج العجيب، اعتمل فى قلوب واذهان شبابنا الصاعد، فذهبوا إلى مظاهرات ضخمة كالطوفان الهادر ...
فلماذا غضبوا؟ وكيف تصرفوا بأسلوب حضارى؟

أولاً: مخزون الغضب

لاشك أن الشباب المصرى المعاصر، كان يختزن غضباً نبيلاً ، بسبب استشراء الفساد فى مصر، والإثراء غير المشروع لكثيرين، حيث تم التزاوج بين رأس المال والسلطة، فأستطاعوا استصدار قرارات لاحصر لها، كلها لحساب أصدقائهم من الأغنياء أصلاً، ودون رعاية للفقراء دافعى الضرائب، من العمال، والفلاحين، والموظفين فى الطبقة الوسطى.
- الأغنياء يحصلون على الأراضى بآلاف الأفدنة وبأبخس الأثمان.
- وأموال البنوك يقترضونها دون ضمان أو سداد.
- وقرارات العلاج على نفقة الدولة، تمنح للمحاسيب وبعض نواب الحزب الحاكم ... الخ.
ومع الفساد يأتى الاستبداد السياسى، حيث صار الحزب الحاكم هو الحاكم والحكم فى وقت واحد، وهكذا ضيقوا على أحزاب المعارضة وحجموها، وقهروا أى نشاط سياسى، حرً وتوغل بعض الأعضاء الفاسدين فى أنحاء مصر، ومفاصل الدولة، وأجهزتها الفعالة.
ثم كان الغضب من تصاعد التعذيب فى الأقسام والمعتقلات، كما حدث سوء استخدام لحالة الطوارئ، فلم تعد هذه الحالة فى مصلحة المواطنين، بل فى يد بعض غير الشرفاء، يستغلونها كما يشاؤون.
إن هذا كله لا يلغى أن هناك غالبية من الشرفاء، كانوا بعيدين عن الفساد، والاستبداد السياسى، وكذلك
الكثير من الشرفاء فى جهاز الأمن الوطنى.
ولكن الشباب تبادلوا الحوار فى العالم الافتراضى على الانترنيت، على الفيس بوك وغيره، ولكن النظام –للأسف- لم يقرأ هذه الثورة المتصاعدة فى قلوب الشباب، وتصور أنه قادر على قمع هذا الاتجاه الثائر بالأسلوب الأمنى. ولكن الشباب خرج يوم 25 يناير 2011، لا يفكر فى شئ سوى مصر، والمستقبل. لقد نسى كل منهم أية أغراض شخصية أو طائفية ... فأجتمع المسلمون ممع المسيحييين، والشباب مع الكبار، والموظفون مع العمال والفلاحين، وطالبوا بالتغيير الحقيقى والجذرى، من أجل مصر أفضل، ومستقبل أفضل.

ثانياُ: مخزون الحضارة

ويبدوا هذا المخزون واضحاً فى أمور كثيرة مثل:
1- الارتفاع من الشخصى إلى الموضوعى، ومن الطائفى إلى الوطنى، ومن الفئوى إلى عموم الشعب.
2- التظاهر السلمى، فاتحين صدورهم للطلقات المطاطية، والقنابل المسيلة للدموع. وها نحن نقدم الكثير من الشهداء وآلاف المصابين فى هذه الثورة السلمية المباركة.
3- اللجان الشعبية، التى حلت محل جهاز الأمن، فحرست البيوت والأفراد، ورأينا اخوتنا المسلمين يحرسون الكنائس، فلم يحدث أدنى أعتداء على أى كنيسة فى أنحاء القطر.
4- وطنية الجيش المصرى، الذى تعامل مع الشباب والشعب بأسلوب حضارى رائع، وصبر عجيب، وحميمية بالغة ... فكان الشباب يعانقون الجنود فى حب، وكانوا يعتلون ظهور الدبابات بفرح.
5- روح الحوار، وهانحن نرى حواراً وطنياً شاملاً، فى قاعات الدولة، ومقرات الأحزاب، وميدان التحرير، وميادين المحافظات، وعلى شاشات التلفزيون، طوال اليوم، وكل يوم، لا يفكرون فى شئ إلا فى مصر، مصر المستقبل.
6- المطالب الشرعية: فلم يطلب الشباب سوى:
أ- الحرية السياسية: التى تتطلب تعديلات دستورية كثيرة، سواء فى حرية تكوين الأحزاب، أو الانتخابات النزيهة، بغية الوصول إلى دولة مدنية حديثة، وجمهورية برلمانية.
ب- التنمية الأقتصادية: من خلال مكافحة البطالة والفساد، وايجاد فرص عمل للشباب، تتناسب مع طموحاتهم المشروعة، من أجل حياة كريمة.
ج- العدالة الإجتماعية: فهناك الآن فرق شاسع بين طبقات ثرية للغاية، وملايين يسكنون العشوائيات ... ونحن نتمنى لو أن كل ملياردير مصرى بنى مجموعة مساكن بسيطة لهؤلاء، وللشباب الراغب فى الزواج، حتى ولو بإيحار بسيط.
هنيئاً لمصر بهذه الصحوة المباركة، والثورة المجيدة، التى نرجو لها النجاج فى الوصول إلى اهدافها النبيلة.
Email This Share to Facebook
Powered by Epouro | Designed by MBA Design